في قلب العراق، حيث كانت التحديات تحيط به من كل جانب، عاش 39 عاماً برحلة مليئة بالصعوبات بعد إصابته بفيروس نقص المناعة البشري (HIV). لم يكن المرض وحده هو التحدي الأكبر، بل الوصمة المجتمعية والإساءات النفسية التي تعرض لها، حتى من أقرب الناس إليه، مما جعله يشعر بالعزلة والخذلان، وكأنه محاصر بلا أمل أو دعم.
لكن وسط هذه العتمة، وجد بصيص نور عندما تعرف على مركز سواعد التغيير عبر مواقع التواصل الاجتماعي. بدافع الأمل والرغبة في حياة كريمة، تواصل معنا طالبًا المساعدة. وكما هو نهجنا الإنساني، استقبلناه بكل احترام وتعاطف، ووضعنا له خطة دعم متكاملة تلبي احتياجاته على كافة المستويات وبدأنا رحلة التغيير والدعم النفسي
المتخصص لمساعدته على تقبل نفسه وتعزيز ثقته بها، وتمكينه من التعامل مع الإساءة والتمييز الذي واجهه. لم يكن الطريق سهلاً، لكن مع كل جلسة دعم نفسي، كان يستعيد جزءًا من قوته الداخلية وإيمانه بأن حياته لم تنتهِ عند المرض.
إضافةً إلى ذلك، واجه المستفيد تحديات قانونية، خاصة فيما يتعلق بحقه في حياة كريمة بعيدًا عن الاضطهاد. لذلك، قدمت له محامية المركز استشارة قانونية شاملة، وساعدته في التواصل مع منظمة IOM في العراق والأردن لمتابعة ملف هجرته إلى الولايات المتحدة، وهو الحلم الذي كان يسعى لتحقيقه منذ سنوات.
لم يكن الأمر مجرد تقديم استشارات، بل حرصنا على أن يشعر بالأمان من خلال التزامنا التام بالسرية والخصوصية. كما واصل مدير الحالة متابعة حالته الصحية والاجتماعية، لضمان استقراره النفسي والطبي، وحتى لا يشعر أنه يخوض هذه الرحلة وحده.
وبعد شهور من العمل الجاد والتنسيق مع الجهات المعنية، جاءت اللحظة الحاسمة: تم تحديد موعد سفر المستفيد إلى الولايات المتحدة في شهر فبراير 2025. عندما تلقى الخبر، لم يكن مجرد موعد سفر، بل كان نقطة تحول في حياته فرصة لبداية جديدة في بيئة تحترم حقوقه وتمنحه الأمل في مستقبل أكثر إشراقًا.
اليوم هو ليس مجرد مستفيد، بل هو رمز للقدرة على التغيير، ودليل على أن الدعم النفسي والقانوني والاجتماعي يمكن أن يصنع فارقًا حقيقيًا في حياة أي شخص
إن قصته هي شهادة على أن الإنسان قادر على تجاوز الألم إذا وجد من يؤمن به ويدعمه، وهي انعكاس لرؤية مركز سواعد التغيير في تقديم الدعم الشامل لكل من يحتاج إليه