انقاذ حياة

قصص النجاح

قصص النجاح

انقاذ حياة

  لم تكن معركة صاحب القصة عادية كانت معركته مع جهازه المناعي الذي بات لا يقوى حتى على حمايته، كانت معركته مع مرض الايدز ، نعم الايدز الذي اسقطه ارضا وجعل جسمه هزيل لا يقوى على الحركة او حتى الكلام ، لم يكن باستطاعته التعبيير عن موضع الالم ، والتي انتصر فيها بدعم ومساعدة المحيطين به، انتصر من أجل نفسه اولا.. وخرج منها بوضع افضل ..

         بدأت القصة مع تشخيصه بمرض الايدز، واحالته لمركز سواعد من قبل مدير البرنامج الوطني .. ومن هنا بدأت رحلة معاناه اخرى .. شاب سوداني الجنسية وجوده غير قانوني في البلاد نتيجة لمرضه ، وأي قرار سيتخذ بحقه ما هو الا قرار التسفير خارج البلاد ، لكن كيف ؟!… وهو لا يقوى حتى على الحراك ، فسرعان ما تم اتخاذ الاجراءات المناسبة من قبل مركز سواعد بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة لتأمينه في مستشفى ، حيث رفضت جميع المستشفيات الخاصة استقباله، وتمت المحاولة مجددا مع احدى المستشفيات الحكومية وتم استقباله في احداها  وخضع للعديد من الفحوصات..  ثم بدأبرحلة العلاج ، فقد كان يعاني من التهابات تنفسية حادة والعديد من الامراض الانتهازية التي سيطرت على جهازه المناعي وباتت تضعفه أكثر وأكثر..أجل كل مرحلة كانت بمثابة مرحلة جديدة صعبه .. لكنها كانت أملاً في الطريق للتعافي والعودة للحياة الطبيعية..

 

        قرار التسفير …

         كان صعبا علينا الاعتراف انه وجوده غير قانوني في البلد ، فقد كان همنا الاول ان نساعد انسان قد نفقده في اي لحظة !.. اما همنا الثاني فقد كان مرتبطا بأمل ! .. نعم أمل ان يتحسن وضعه الصحي ونستطيع تقديم علاج فيروس نقص المناعة له ، لذلك فقد كان همنا هو ان نجعل وجوده قانونيا ..فالامر لا يحمل مزيدا من الانتظار.. و بدأت رحلة اخرى مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في محاولة تسجيله قانونيا كلاجئ، حيث تمت مقابلته واصدار بطاقة لجوء رسمية له، وبذلك اصبح تواجده قانونيا، وتم احالته للطبيب لتزويده بالعلاج المناسب لفيروس نقص المناعة بالتعاون مع وزارة الصح، وتم ايضا اعطاءه علاج خاص بالسُل . حتى تم تهجيره عن طريق المنظمة الدولية للهجرة بمرافقة طبية خاصة معه طوال الرحلة ….